في تجربتي في التعليم | يلو بيجز
في تجربتي في التعليم
  • التاريخ
    29 - Sep 2018
  • الساعة
    14:00 - 15:00
  • العنوان
    مؤسسة عبد المحسن القطان, رام الله, رام الله والبيرة
  • مشاهدة
    393

تدعوكم مؤسسة عبد المحسن القطان لحضور مداخلة وسيم الكردي، مدير برنامج البحث والتطوير التربوي في المؤسسة، عن تجربته في التعليم. وذلك يوم السبت 29 أيلول من الساعة 2- 3 بعد الظهر، في مبنى المؤسسة بالماسيون.


في تجربتي في التعليم
أملُ الهجرةِ وألمُها
تَشَكُّلُ الهوية عبر الذاكرة كترحال والمسافات كارتحال
وسيم الكردي

"لا أحدَ يضعُ أطفالَهُ في قاربٍ إلا إذا كانَ الماءُ أكثرَ أمنًا مِنَ اليابسة".
ورسان شير

المركبُ الذي ينهشُهُ الملحُ يرتجُّ الآن
الأجسادُ الراحلةُ تتكومُ كهضبةٍ من لحمٍ!
الهضبةُ تتنفسُ
الأنفاسُ تبصقُ خيوطَها
كأنَّ الخيوطُ سترفو ما تهتكَ من أحلامٍ
الأحلام المتهتكةُ عالقةٌ بكتلةِ الملح
كتلة الملح العالقة بقاعِ المركبِ
في سماء المركب طيور بيضاء بيضاء بيضاء
والمناقيرُ في انتظار الجثث!

***

في العام 1851، وصل أول فلسطيني إلى البرازيل في رحلة لجوء قاسية وصعبة امتدت لأشهر، لعلنا نستطيع أن نتخيل أن سفينة شحن حملته من ميناء حيفا إلى مرسيليا أو جنوة، وأخرى حملته إلى ريو دي جانيرو. وفي العام نفسه، شارك تجارٌ فلسطينيون في معرض شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وعرضوا تحفَاً شرقية مصنوعة في الأرض المقدسة.

أمَّا في العقد الأخير من هذا القرن، فقد حصدت قوارب الموت في المتوسط حياة آلاف من البشر فروا من ويلات الحروب من العراق وسوريا، ومن بينهم فلسطينيون من غزة، بعضهم نجا وأكثرهم قضى.

وما بين تلك الهجرات الأولى التي تشكلت تحت وطأة الاستبداد والمجاعات والهجرات الجماعية التي ما زالت تحدث إلى يومنا هذا، جرى تهجير فردي وجماعي على امتداد القرن العشرين، فما كان منه على هيئة فرار الشباب إلى بلاد غربية هرباً من التجنيد الإجباري الذي فرضته الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، أو خوفاً من بطش الانتداب البريطاني، مروراً بتهجير عشرات الآلاف من مدنهم وقراهم في فلسطين إلى مخيمات لجوء ما زالت معظمهما قائمة حتى هذا التاريخ.

من هذا الإطار التاريخي المركب والمتشعب والمتعدد الأوجه، كان ممكناً لمقاربات تعليمية مختلفة، ومن بينها مقارباتٌ درامية، أن تأخذ حيزها، وبخاصة أن موضوعة كهذه تؤثر وتتأثر بحياة الناس، وتحفر في الثقافة وفي العلاقة بين الأمكنة وتغيّر مفهوم المكان والهوية. لقد أحدثت حركة الانتقال عبر جغرافيات مختلفة تغييراً في إدراكنا للهوية عبر تفكيكها وإعادة النظر فيها، وفي ضوء ذلك أمكنَ للدراما، مثلاً، التي اشتغلتها مع معلمين في برامج التكون المهني المختلفة، أن تستكشف هذه المفاهيم؛ وأبرزها مفهوم المكان، والمسافة، والآخر... وعلاقة ذلك بمصائر البشر وأقدارهم، وانعكاس ذلك على معنى الهوية في تجلياتها كتعبير هوياتي "التعريف الثقافي التاريخي للفرد والجماعة"، أو كهوية تعريفية فردية "جواز السفر" وما بينهما من تداخلات وتدخلات.

في التمسك والتخلي وعلاقة كل ذلك بما يمكن أن نسميه بـ "ألم الأمل"، حيث الرحلة التي تبدأ من الانتزاع من مكانك الأول إلى مكانك الثاني أو الثالث أو...، حيث هناك ما يدفعك للخلاص مما أنت فيه، وهناك ما يرسم صورة الخلاص كنهاية وردية، وما بين المبتدأ والمنتهى هناك الكثير من الدم والألم والخوف والبطش والاستغلال والموت.

في هذه المداخلة أعبر ثيمةَ الانتقال، النزوح، الهجرة، التهجير… من خلال تجربتي المباشرة في التعليم؛ سواء أكان ذلك في تعليم التلاميذ في المدرسة أم في التكون المهني للمعلمين.