تأسس مركز بيسان للبحوث والإنماء عام 1989، وهو مؤسسة أهلية تقدمية ديمقراطية وغير هادفة للربح تعمل من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومن أجل المساهمة في بناء مجتمع مدني فلسطيني ديمقراطي فاعل ومؤثر.ونؤمن بقيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة والتعددية وحقوق الإنسان واحترام الحريات الفردية والجماعية وندعو ونروج لكي تكون هذه القيم في صلب وأساس عملية التنمية التي تعتمد على المشاركة ومبادئ الحكم الرشيد.
تقوم رؤية مركز بيسان على وجود تصور شامل لمجتمع فلسطيني يحظى بنظام اقتصادي اجتماعي يؤسس لقيام الحرية والعدالة الاجتماعية وانتفاء التمييز والاضطهاد على أي أساس.
هذه الرؤية بالأساس مبنية على قراءة للبيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العامة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية، وما تتطلبه من تدخلات لأجل تحقيق مطلب الحرية الوطنية والعدالة الاجتماعية، وتوزيع اعباء العملية النضالية الجارية في هذه البلاد على مختلف طبقات المجتمع، وبما لا ينتقص من حق الطبقات الشعبية في العيش بكرامة والمشاركة في صنع القرار الوطني والتنموي.
الرسالة:
يسعى المركز ويعمل على تمكين الشرائح الاجتماعية الضعيفة (الفقيرة) لخوض نضالها من اجل تحقيق كافة حقوقها الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، التي تضمن لها العيش بكرامة وذلك بالشراكة مع القوى المناضلة من اجل التحرر على الصعيد الجماهيري والوطني والدولي.
القيم التي تحكم عمل المركز:
تحكم المركز وعمله قيم مشتقة من رؤيته ورسالته ومن اهمها:
1. العدالة:
لأجل تحقيق قيمة العدالة يرى مركز بيسان ان العدالة قيمة مركبة، تتعلق أولاً بتحقيق العدل السياسي معبراً عنه بالتحرر من الاحتلال وتقرير المصير وما خلقه من تشوهات وتحديدات على التنمية، اضافة لما يرافقه من ظلم وإهانة للكرامة الانسانية، أما الوجه الثاني للعدالة المنشودة فهو ما يتعلق بعملية التقدم الاجتماعي وما يرافقها من تناقضات داخلية في المجتمع الفلسطيني وضرورة حلها بما يحقق العدالة للطبقات الشعبية والمنتجين المباشرين، الذين في علاقتهم مع الاقتصاد الوطني، يشكلون عصب الإنتاج الحقيقي في البلاد، لكنهم كمجموع يعانون من الممارسات والسياسات والوقائع والشروط العامة السياسية والاقتصادية التي تضعهم على هامش الحركة الاجتماعية والسياسية.
2. الحرية والحقوق
تشكل الحرية المبنية على الحقوق المنصوص عليها في الاعلانات والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وما انتجه الفكر البشري قيمة اساسية في عمل المركز، وتنسجم هذه القيمة مع العدالة وترتبط بها عبر منظومة من الحقوق التي تعطي الحريات للبشر، هذه المنظومة لا تكتفي بالحقوق المدنية والسياسية، بل تتجاوزها الى استكمال حقوق المواطنة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ان المركز ينظر الى هذه الحقوق باعتبارها رزمة كاملة مترابطة لا تتجزأ.
3. المشاركة والمبادرة:
تشكل قيمة المشاركة والمبادرة مدخلا جديدا في عمل بيسان، وحيث أنه يسعى لبناء نموذج جديد للمشاركة والمبادرة مع المجموعات والفئات المجتمعية التي يعمل معها، بحيث تكون تلك المجموعات والفئات المستهدفة جزءً فاعلا في العملية التنموية وبما يجعلها شريكة حقيقية في عملية صنع القرار.
4. التنمية المنتجة:
خلال العقدين السابقين استشرت في المجتمع الفلسطيني نزعة استهلاكية ناتجة عن تأثيرات العولمة من جهة، وغياب الدور الحكومي في تشجيع الانتاج الوطني، وفتح السوق امام مختلف السلع، كما تفشت عدوى البحث عن الوظيفة ذات الياقة البيضاء بين اوساط الشباب، وباتت النزعة الانتاجية بعيدة عن تفكير جيل كامل، فيما ظهرت التنمية كمفهوم منفصل عن الإنتاج، مما خلق تشوها في الثقافة والتوجهات، الامر الذي يدفع بيسان للعمل ومع كل الشركاء، وبقوة، من أجل إعادة الاعتبار لقيمة الانتاج والتنمية القائمة عليه.
5. النقدية:
يختط بيسان في عمله توجها نقديا قائما على التحليل العلمي للظواهر، ويجد في النقد عملية بنائية تطويرية شاملة، تشمل القيم والسلوك وما يتصل بالمجتمع والاقتصاد والسياسة والتنمية، وفي سبيل تأدية المركز لرسالته ولتحقيق أهدافه، يعتمد النقد كعملية علمية ومنهاجية لقراءة وتحليل كل السياسات الحكومية التي تعزز من اقصاء وتهميش الفقراء والمحرومين، أو تلك السياسات التي تمس المصالح الوطنية العليا ويسعى ضمن الممكن لتقديم القراءة البديلة لذلك.
6. الجماعية والتطوع:
الحاجة لإعادة إنتاج قيم مثل العمل الجمعي والطوعي بات مهمة ضرورية وأساسية في المجتمع وإن كانت من المهام الشاقة في وجه النهج الآخذ بالتسود، الذي يذر الناس أفرادا ليواجه كل مصيره بنفسه وفي النهاية لا حلول اجتماعية واقتصادية تتحقق، بل إن طبيعة وخصائص الوضع القائم، على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، باتت تشترط روح العمل الجماعي والطوعي في سبيل الفضاء العام.
عدا ما تقدم، فان بيسان قد أرسى قيماً داخلية اخرى في عمله كالديمقراطية والمشاركة في صنع القرار في عمل المؤسسة، لكنه يسعى دائما الى تبني واكتساب اكثر القيم ايجابية ساعيا لنشرها وتعزيزها ليس في اطاره الخاص بل وفي اطار الهيئات التي تشاركه من منظمات قاعدية ام فئات اجتماعية ام شركاء آخرين من المنظمات الاهلية الفلسطينية.