"شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، مسجلة ومرخصة رسمياً لدى كل من وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارة الثقافة الفلسطينية، تركز شاشات في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني، وخصوصاً المخرجات الشابات، إنطلاقاً من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم النوع الاجتماعي في عين الإعتبار لاهميتها في التنمية المستدامة. وتركز "شاشات" في كامل نشاطاتها على البعد المجتمعي والتنموي في عملها الثقافي. يتكون مجلس إدارة "شاشات" من الجنسين وهم من الناشطين في مجال الثقافة والإعلام، والتعليم، والتنمية.
حازت مؤسسة شاشات على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010 وهي المرة الوحيدة التي مُنحت فيها هذه الجائزة، كما كرمت الوزارة في 2013، مدير عام المؤسسة د. علياء ارصغلي بمنحها جائزة "المرأة القيادية المميزة في مجال الثقافة"، بالإضافة إلى تكريمها في 2017 من قبل وزارة شؤون المرأة الفلسطينية كإمرأة قيادية في الحقل الثقافي. كما حصلت شاشات على تقدير من قبل "المؤسّسة الأورومتوسّطيّة للنّساء"، والهادف إلى انتقاء أفضل الممارسات لتعزيز المساواة بين الجنسين في جنوب المتوسط.
يقع مقر "شاشات" الرئيسي في مدينة رام الله وسط فلسطين، وحرصاً منها على تسهيل عملية اندماجها وتواصلها مع بقية المحافظات مقطعة الأوصال - بسبب الحواجز الإسرائيلية والإنقسام - كونت شاشات شراكات لها مع 8 جامعات فلسطينية، ومع أكثر من مئة مؤسسة ثقافية ومجتمعية، من أجل الوصول إلى جمهور شاب، وإلى المناطق المهمشة ثقافياً وإقتصادياً في الضفة الغربية وقطاع غزة، في عروضها ونشاطاتها المتواصلة. كما تعمل منذ العام 2006 في قطاع غزة من خلال عروض مهرجانها السنوي لسينما المرأة، وفي تنفيذ مشاريع تدريبية وإنتاجية منذ 2011 حيث أتخذت لها مكتباً هناك.
تعتقد "شاشات" أن عدم المساواة بين الجنسين هي قضية متأصلة في المنظور الثقافي التقليدي عن المرأة، المتجذر تلقائياً في المجتمع، كما تعتقد أن الثقافة والسينما يلعبان دوراً جوهرياً في تشكيل معتقدات الرأي العام، والقيم والمفاهيم حول المرأة ومكانتها ودورها الاجتماعي. وتستطيع الثقافة، والسينما على وجه الخصوص، إتاحة الفضاءات والفرص للمساواة بين المرأة والرجل من خلال تمكين المرأة من صنع القرار الإبداعي السينمائي الذي يتيح لها التعبيرعن ذاتها ورؤيتها لمجتمعها، للمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي يعزز مفاهيم المساواة والكرامة بين مواطنيه، رجالاً ونساءً، حسبما نصت عليه القرارات الدولية ذات العلاقة.
تميزت "شاشات" في عملها بالتركيز على تنمية قدرات القطاع السينمائي النسائي الفلسطيني خاصة في المناطق المهمشة والمحرومة ثقافياً، حيث تعاني المرأة فيها من القيود المجتمعية وفقر الفرص التدريبية و/أو الإنتاجية، مما أدى إلى درجة عالية من الإهمال والتشرذم والتنافس وعدم الاستقرار المهني والمادي للعاملات فيه، وفاقمت الممارسات الإسرائيلية من هذه المعاناة بسياسات الإضطهاد والعزل والحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني بأكمله.
ولَّد الوضع السياسي الفلسطيني صورة نمطية عن فلسطين تركز بشكل خاص على المرأة الفلسطينية كضحية، وأدت هذه االصورة التي شكلتها نظرة خارجية إلى تشتيت الانتباه عن زخم المجتمع الفلسطيني كمكان "مجنَّس" للإنتاج المعرفي والفني والثقافي. كما خلقت صورة عن فلسطين كمكان لا تتحدد ملامحه إلا من خلال الاضطهاد والحرب، غير قادر على تنظيم وإنتاج التصورات الغنية والمركبة الخاصة به.
وإيماناً من "شاشات سينما المرأة" بأهمية وقدرة القطاع السينمائي النسائي الفلسطيني في التعبير عن ذاته، فقد وضعت نصب عينيها تطويره وربطه ببعضه البعض، وبالمؤسسات السينمائية العربية والدولية من أجل تمكينه وتعزيز قدراته.
حددت مؤسسة "شاشات" نشاط عملها في أربعة برامج
أولاً: برنامج العروض
1. مهرجان شاشات السنوي لسينما المرأة في فلسطين
إبراز أعمال لمخرجات فلسطينيات متواجدات على أرض الوطن أو في الشتات.
تقديم عروض لأحدث الإنتاج السينمائي النسائي العربي والعالمي، مع دمج كلاسيكيات أفلام سينما المرأة.
إفتتاحين للمهرجان في الضفة وغزة.
توفير عروض صباحية للمدارس.
تواجد سينمائي عالمي مهني لتقديم ورشات عمل سينمائية متخصصة.
توثيق ندوات المهرجان.
ترجمة أفلام إلى اللغة العربية، مما يتيح توزيعها بشكل واسع.
منح جائزة "سلافة جاد الله" السنوية للتميز السينمائي النسوي.
تنظيم جولة على مستوى الوطن لمعظم أفلام المهرجان.
تنظيم ندوات عامة ونقاش تلي العروض، خاصة مع مخرجات الأفلام.
إنتاج وبث برامج تلفزيونية تشمل بث ونقاش بعض أفلام المهرجان في الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى قنوات محلية أخرى.
بالتزامن مع حملة إعلامية مكثفة خلال كامل فترة المهرجان.
2. برنامج "السينما للجميع"
من منطلق أن الثقافة هي حق من حقوق الإنسان ولتنمية الحياة الثقافية خاصة في المناطق المهمشة ثقافياً، وبناء قدرات المجتمع المحلي، وخاصة الأجيال الشابة منه، على تحليل ومناقشة لغة الإعلام المرئي والمسموع، خاصة فيما يتعلق بسينما المرأة. والمساهمة في بناء ديمقراطية قاعدية من خلال النقاش الجماعي وتحفيز التفكير النقدي الذي يتيح تنمية مجتمع مدني واعي لقضايا المجتمع من وجهة نظر نسوية:
إتاحة أفلام شاشات خلال السنة لمؤسسات محلية مجتمعية من أجل إستخدامها في التوعية والتثقيف.
بناء قدرات مؤسسات محلية على التواصل مع محيطهم ومع الإعلام، كما المتابعة والتقييم لنتائج هذه اللقاءات القاعدية، وتحضير التقارير الإدارية والمالية، والتوثيق، وذلك من خلال دعم ومساعدة المؤسسات القاعدية على النهوض بالمسؤوليات.
ثانياً: برنامج حاضنة القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب
توفير برامج تدريبية لجيل جديد من الشابات من المناطق المهمشة والفقيرة ثقافياً في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل تطوير كفاءاتهن وتزويدهن بأعمال من إخراجهن لتمكينهن من إبراز مواهبهن وتمكينهن من إيجاد فرص عمل.
دعم الإنتاج السينمائي النسوي الشاب ذو الصلة بقضايا المجتمع الفلسطيني وعلى مستوى من الجودة والمهنية ما يؤهل هذه الأفلام للمشاركة بمهرجانات سينمائية دولية من خلال إنتاج أفلام لهن روائيةً أو وثائقية أو متحركة قصيرة عبر نمطين من الإنتاج: من خلال إتاحة تمويل لإفلامهن مع متابعة وإشراف، أو منح إنتاجية.
مساعدة المخرجات الشابات في المشاركة في المهرجنات دولية من حيث تعبئة الطلبات، وإرسال المتطلبات، الخ.
المساعدة في الحصول على منح دراسية أو إنتاجية أو فرص عمل في هذا المجال وتوفير الغطاء المؤسساتي لهن.
تسهيل السفر للمخرجات للمشاركة في المهرجانات والندوات.
إرسال رزم من أعمالهن إلى المهرجانات والمنتديات والنقاد من أجل الإطلاع عليها.
ثالثاً: برنامج دعم القطاع السينمائي الفلسطيني
توفير أجهزة إنتاج من تصوير ومونتاج للاستخدام بأسعار مخفضة من أجل دعم الإنتاج السينمائي الفلسطيني.
التشبيك وتسهيل التواصل بين القطاع السينمائي الفلسطيني ودمج العاملين فيه بالحركة السينمائية العالمية، من مهرجانات، وشركات توزيع، وصناديق إنتاج، ومنتديات، ومؤتمرات سينمائية عالمية وإقليمية وتوجيه المراسلات.
تمكين القطاع السينمائي الفلسطيني من خلال ورشات عمل متخصصة،
رابعاً. برنامج تنمية الثقافة السينمائية
مكتبة متخصصة تحتوي كتباَ وأفلاماً كلاسيكية وحديثة عن السينما، في ثلاث مدن (نابلس/جامعة النجاح الوطنية، رام الله/شاشات، وبيت لحم/مركز السلام)، الإهتمام بتحديثها بحيث تواكب الإصدارات الحديثة.
حوارات نادي السينما.
لقاءات سينمائية مهنية يتم توثيقها.
دراسات وأبحاث: تم إصدار كتاب بحثي:
أ. "عين على سينما المرأة الفلسطينية". 2013،
ب. العمل على كتاب "المخرجات الفلسطينيات: ظروف الإنتاج وإستراتيجية إعادة التصور"،
ج. دراسة "حصر أضرار القطاع المرئي المسموع نتيجة الحرب على غزة 2014".
5. إتاحة قاعدة بيانات الكترونية عن السينما الفلسطينية.
***
تم دعم عمل مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بصورة رئيسية منذ 2008 من خلال "الإتحاد الأوروبي"؛ وشمل الدعم الآخر الذي تلقته المؤسسة منذ تأسيسها في 2005 منح من "الوكالة السويدية للتنمية"؛ "صندوق الأمم المتحدة للمرأة"؛ "مكتب التعاون الإيطالي في القدس" التابع للقنصلية الإيطالية العامة في القدس؛ "مكتب التعاون الإسباني" التابع للقنصلية الإسبانية العامة"؛ "مكتب التعاون السويسري"؛ "القنصلية الفرنسية العامة"؛ الممثلية الهولندية"؛ "المجلس الثقافي البريطاني"؛ معهد جوتة الألماني"؛ مؤسسة "هنريش بول"؛ "مكتب "اليونسكو"، "الصندوق العربي للثقافة والفنون"؛ "صندوق القدس عاصمة الثقافة العربية"؛ "صندوق غوتبرغ للأفلام"؛ "صندوق يان فريمان" التابع لمهرجان إيدفا؛ "صندوق المرأة العالمي"؛ مؤسسة "فورد"؛ "ماما كاش"، الخ.