تأسس المركز الفلسطيني للإرشاد في القدس على أيدي مجموعة من الأخصائيين النفسيين، الاجتماعيين والتربويين عام 1983، كجمعية عثمانية، للعمل مع جميع أفراد المجتمع الفلسطيني المعرضين للأذى والعنف السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي والنفسي، لتحسين وتطوير مفهوم خدمات الصحة النفسية في فلسطين.
حافظ المركز على وجوده منذ 34 عام في مدينة القدس وأعتبر فرعه فيها الفرع الرئيسي، بالرغم من العراقيل التي وضعتها سلطات الاحتلال على المركز كما على المؤسسات الفلسطينية في مدنية القدس، من حيث فرض الضرائب كضرائب الأرنونا، اقتطاعات ضريبة الدخل على رواتب الموظفين، ملاحقة، ومنع موظفيه من دخول القدس، وتكبيد المركز غرامات مالية على المركز والموظفين/ات من الضفة العاملين/ات فيه منذ وقت طويل.
إضافة إلى منع المركز عام 2001، من استخدام وتداول الاسم الذي أقرته اللجنة التأسيسية للمركز، وهو المركز الفلسطيني للإرشاد، وفرض مسجل الجمعيات الإسرائيلي عليه اسم مركز الإرشاد العربي للتربية.
عمل المركز ومع كل الضغوطات الإسرائيلية المفروضة عليه، استطاع فتح فرعاً أخر له في البلدة القديمة من المدينة المقدسة وركز اهتمامه على توظيف العدد الأكبر من مدينة القدس، للحفاظ على الكوادر البشرية، وتمكينها من البقاء في المدينة، ويقدم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية إلى جميع الفئات المهمشة في المجتمع من الأطفال، الشباب والنساء، أفراد يعانون من اضطرابات نفسية، اجتماعية، وتعليمية، المرضى النفسيين المزمنين، من خلال البرامج العلاجية، البرامج الوقائية، برامج بناء القدرات.
صبح من أهم المراكز التي تقدم خدمات في مجال الصحة النفسية الاجتماعية في القدس تلك الخدمات التي لا تلاقي الاهتمام الكبير في المدينة
القيم والمبادئ التي توجه عمل المركز الفلسطيني للإرشاد:
1- الالتزام بالمصلحة الفضلى وعدم الإيذاء للطفل، وضمان السلامة البدنية، النفسية والمعنوية والروحية الشاملة له وتعزيز كرامته الإنسانية، دون التمييز بين الأطفال على أساس الجنس، اللون، الأصل، الدين، الاعاقة..إلخ، واشراك الأطراف المعنية في تقرير مصلحته، واشراك الطفل في التخطيط لكافة آليات وأنشطة المركز التي تستهدف الأطفال، وتقييم التأثير المحتمل (الايجابي أو السلبي) لأي قرار أو نشاط يتخذه أو ينفذه المركز له تأثير على الأطفال
2- الالتزام بالقوانين، الأعراف، والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، ضمان العيش الكريم، خاصة للفئات التي يعمل المركز معها كالمرأة، الطفل، والشباب.
3- الالتزام بالمسؤولية الوطنية، والاجتماعية: حافظ المركز على وجوده كمؤسسة وطنية فلسطينية في مدينة القدس، بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي تضعها السلطات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين، وتهويد القدس، باستخدام آليات الترنسفير المنظمة، ولا يزال 60% من طاقمه يعملون في مقرات القدس( بيت حنينا، والبلدة القديمة)، إضافة إلى فضح إجراءات الاحتلال كونها المسبب الرئيسي لتدهور الصحة النفسية في فلسطين، من خلال مجموعة أبحاث صدرت عن المركز في المجال، والتزام المركز إدارة وطاقماً بالدفاع عن قضايا المستفيدين، من خلال خلق سياسات داخلية تحكم توجه تقديم الخدمة بشكل ايجابي، إضافة إلى برامج الضغط باتجاه تشريعات وقوانين، تضمن حصول المستفيدين على خدمة نوعية، خاصة فيما يتعلق في مجالات الصحة النفسية، والاجتماعية.
4- الخصوصية، والسرية: بالرغم من أن الخصوصية، والسرية هي سمة كل ممارسة مهنية غير أنها تأخذ أهمية خاصة في عمل المركز الفلسطيني للإرشاد الذي تخصص طوعا في مجال تقديم الخدمات الإرشادية، والعلاجية النفسية، فالسرية، والخصوصية أهم المتطلبات المهنية، والأخلاقية لمهنة ممارسة العمل النفسي وهي حق أنساني مكفول لكل فرد، ولا يقوم بدونها أي ثقة أو عمل نفسي، وهي بهذا نواة السمات المهنية والأخلاقية والمهنية للمركز.
5- المواظبة والثبات: بالرغم من التحديات والمعيقات التي سببتها توجهات بعض الممولين واشتراط تقديم المنح للمؤسسات الفلسطينية، إلا أن المركز استطاع الثبات على موقفه الرافض لتوجهات بعض الممولين المطردة، المتعلقة في التمويل المشروط، ورفض إدخال برامج تتبع رغبات بعضهم التي لا تتناسب مع رؤية، سياسة، وقيم المركز.
6- اعتماد المركز مبدأ الصحة النفسية الايجابية، وهي البعد عن ثنائية الصحة والمرض التي تقوم على تمكين الفرد بالمهارات والإمكانيات التي تساعده على تخطي المشاكل الاجتماعية المحيطة به.
7- المهنية في العمل، فالرؤية المهنية بعيدة المدى هي أساس التعامل والعمل في المركز، ونبتت ثمرة العمل في المركز ل 29 عاماً للخروج بسياسات، وأخلاقيات توجه عمل المركز خاصة في العلاج النفسي، والوقاية من الوقوع في المشاكل النفسية، تم إضافتها إلى السياسات الإدارية والمالية التي توجه العمل الإداري والمالي فيه .
8- التوجه الشمولي في الصحة النفسية، حيث يرى المركز أن الإنسان جزء من البيئة المحيطة به يتأثر ويؤثر فيها، ويختلف تأثر الإنسان بالجوانب البيئية المحيطة به حسب طبيعته البيولوجية والوراثية والعمرية، حيث ثبت المركز برنامج العلاج النفسي الذي استهدف الفرد في جميع مراحله العمرية المختلفة أينما تواجد، للوصول به إلى حالة من التوازن مع ذاته ومع محيطه.
9- التعددية، يتيح المركز فرص عمل لجميع المتقدمين والمتقدمات من خلفيات ثقافية، دينية، سياسية، اجتماعية، مع الحفاظ على البعد الجندري، ملتزماً بالاعراف، والمواثيق الدولية المتعلقة في المجال، علما أن المركز يعطي فرصة عمل لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفر لهم مستلزمات العمل الخاصة.
10- العلمانية، يؤمن المركز بالحرية الفردية للعبادة ويرفض الإجبار الديني، لذا يعمل جاهداً لإزالة أي صبغة دينية، مع احترام التوجهات الدينية وأثرها الثقافي.
11- الأمانة، والمصداقية: تمثل ذلك في بناء، وتنفيذ الخطط الإستراتيجية، والبرامج حسب الاحتياجات المجتمعية، وتوظيف الأشخاص المؤهلين الذين أيضا يتمتعون بالأمانة، والصدق، كل ذلك ساهم في حصول المركز على ثقة المؤسسات الحكومية، وغير الحكومية، وثقة المستفيدين من الخدمة المقدمة، عكس ذلك وثائق التقييمات الخارجية، والداخلية.
12- الشفافية: يصدر المركز تقاريره السنوية، الإدارية والمالية عبر وسائل الاتصال المختلفة كالصفحة الالكترونية الخاصة به www.pcc-jer.org، ووسائل اتصال أخرى، بحيث يستطيع الاطلاع عليها المستفيدين، إضافة إلى المهتمين، علماً ان تقارير المركز الإدارية، والمالية استحقت سنويا شهادة الإدارة السليمة.
13- مواكبة التطورات العلمية على الصعيد الإداري والبرامجي: إيمانا من القائمين على إدارة المركز، بضرورة متابعة التطورات العلمية، فقد بنيت برامج تطوير لطاقم العاملين، من حيث فتح المجال أمام الراغبين منهم باستكمال دراساتهم العليا من ماجستير ودكتوراه، إضافة إلى وجود خطة سنوية لدى المركز ، يسمح خلالها بحصول جميع الموظفين/ات على فرص في مجال التطوير كل في مجال علمه، وكل موظف/ة عامل في البرامج العلاجية والوقائية يكون ضمن إطار إشراف فردي أسبوعي، وإطار إشراف جماعي شهري.
14- المشاركة: إن جميع القرارات التي يتم اتخاذها في المركز تقوم على مبدأ المشاركة، وتأتي هذه المشاركة على عدة مستويات منها:
• التخطيط: يشارك في وضع خطط المركز، أعضاء الجمعية العمومية، طاقم الإدارة الداخلية، طاقم العاملين، خبراء في مجال الصحة النفسية والاجتماعية، إضافة إلى المستفيدين.
• اتخاذ القرار: يتم اتخاذ القرارات في المركز حسب الإطار الهيكلي للمركز حيث تناقش القضايا حسب موضوعها في اطر مختلفة منها اجتماعات الجمعية العمومية، اجتماعات مجلس الإدارة، اجتماعات الإدارة الداخلية، اجتماعات الطاقم، واجتماعات البرامج
إن مجموعة القيم التي تبنتها ادارة المركز، شحنت الادارة، والعاملين في البرامج المختلفة، بروح تمكنهم من تجاوز الصعاب والمعيقات إن كانت على صعيد العمل او على الصعيد الشخصي، والثبات على رؤية المركز، حولت المجموعة المذكورة لقوة دفع وتأثير بالغين.