لا شك أن الحديث عن التجربة الإذاعية المحلية الفلسطينية مهما طال أو قصر يبقى محوره الأساسي أن هذه التجربة لا زالت وان الحديث عن عشر سنوات أو خمسة عشر سنة من العمل الإذاعي المحلي لا يمكن مقارنة بالعمل الإذاعي المحلي في بلدان أخرى غير عربية رغم أن العمل في المجال الإذاعي المحلي في فلسطين قد سبق غيره في كثير من البلدان العربية وبالتالي فإن التجربة الفلسطينية في العمل الإذاعي المحلي تجربة رائدة في العالم العربي وذلك لما كان لها من الأثر الواضح مجمل الحياة الفلسطينية بسبب الظروف التي تعيشها فلسطين وما يتحمله الإعلام الفلسطيني من مسؤولية كبيرة تجاه مجمل جوانب القضية الفلسطينية في مرحلة الكفاح والبناء واستمرار الحياة على الأراضي الفلسطينية ومن هذا المنطلق جائت الفكرة بأن نخلق جسماً إذاعياً فلسطينياً يعتمد على الخبرة الفلسطينية البحتة في المجال الإذاعي وذلك بخصوصية الحال الفلسطيني فمن ناحية هناك التزامات وطنية وأخلاقية واقتصادية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي لازال تحت الإحتلال ومن ناحية أخرى هناك التزام إعلامي مهني تجاه المواطن الفلسطيني الذي يواصل حياته على الأرض وقد أصبح يؤثر ويتأثر بالفضاء الإذاعي المحلي وما تمثله السلطة الرابعة (الصحافة) من دور فاعل في بناء الهوية الفلسطينية والحفاظ عليها ومن هذا الإيمان بدور السلطة الرابعة في أن تأخذ مكانها الصحيح ودورها الفاعل في الحياة الفلسطينية اكتملت الفكرة وخرجت إلى الوجود إذاعة الرابعة fm والتي تعتبر صوت السلطة الرابع وهنا كان السؤال الكبير هل ستكون الرابعة fm كغيرها من الإذاعات ؟
وللإجابة على هذا لابد من التعرف أولاً على أهم الركائز والمنطلقات التي تبين عليها راديو الرابعة والمتمثلة
1.الالتزام التام بأخلاقيات المهنة وأعرافها وقوانينها وكافة المواثيق الدولية والعربية والمحلية الفلسطينية التي تخص العمل الصحفي والإعلامي لا سيما الإذاعي.
2.الالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في الأراضي الفلسطينية التزاماً تاماً.
3.العمل على تعزيز الثقافة الوطنية الفلسطينية والعربية بما يتناسب وظروف المرحلة الراهنة أو ما قد تفرضه المراحل القادمة بما يضمن بناء الهوية الفلسطينية.
4.العمل على تعزيز السلم الأهلي والاجتماعي بين كافة قطاعات المجتمع الفلسطيني وعدم إثارة النزاعات والنوات أياً كانت.
5.العمل على نشر التسامح الديني الذي يتجسد في كافة الرسائل السماوية.
وبناءً على ماتقدم فإن الصدق أصبح واضحاً وهو الوصول إلى اكبر شرعية تمكن من المجتمع الفلسطيني وتحديداً إلى منطقة جنوب الضفة والنقب وغزة كمرحلة أولى يليها العمل وبشكل منتظم في توسيع من البث الإذاعي إلى مناطق تشمل كافة الأراضي الفلسطينية وجوارها والعمل على التفاعل مع الجمهور الفلسطيني للمساهمة في بناء الشخصية الفلسطينية وكذالك نشر الوعي والمعرفة التي هي من أهم حقوق المواطن الفلسطيني والمتمثلة بالحصول على المعرفة وبالتالي فإن الفئات المستهدفة من خلال بث راديو الرابعة ستكون معظم شرائح المجتمع وذلك لما تمثله السياسة العامة للإذاعة كونها إذاعة تعتمد على التنوع في البرامج المبني على كفاءة الطاقم العامل في هذه الإذاعة العاملة على تردد88,7fm والبث الالكتروني www.r4fm.ps والممثل في مجموعة من الإعلاميات والإعلاميين الذين لهم خبرة وبالها طويل في مجال العمل الإذاعي المحلي بالإضافة إلى زملاء يختصون في مجالات علمية وطبية ودينية مختلفة يتم تدريبهم لتقديم برامج اختصاصية في الطب والقانون بمساعدة طاقم الإذاعة التي تبث برامجها على مدار الساعة لتبقى دائما مع المستمع وان تقدم هذا التنوع في البرامج الخدماتية والعلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فإن متابعة الأخبار وإيصالها للمستمع من أهم الواجبات التي ستقدمها وذلك من خلال بث مواجز ونشرات وبرامج إخبارية خلال ساعات البث اليومي وبالتالي نحاول مزج الاستماع بالاستمتاع والمشاركة وبالمعرفة.
كما انه وبعد أن يصل صوت الإذاعة على الجمهور الفلسطيني تأتي المرحلة الأخرى والمتمثلة في فتح باب القانون الإعلامي والإعلاني لامع مؤسسات المجتمع الفلسطيني الأهلية والتجارية والاقتصادية والقائم عل الالتزام ببقاء المادة الإعلامية نظيفة الأمر الذي يتطلب وجود التعاون التجاري والمالي بما يتضمن استمرارية العمل وازدهار وتطوره اعتماداً على المصلحة المتبادلة مابين راديو الرابعة ومؤسسات المجتمع الفلسطيني الراقية أيضا في الوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع لأسباب دعائية وإعلامية وتوعوية بما يناسب ولا يعارض الأعراف والأنظمة المعمول بها في فلسطين.